الأربعاء، 11 فبراير 2009

لاقينى ولا تغدينى


تستولى الانطباعات الأولى على مشاعرنا لفترة قد تدوم مدى الحياة
ولما كانت عين الرضا عن كل عيب كليلة
وكذلك عين السخط كما قالوا تبدى المساويا
فان الانطباعات الأولى تنبنى عليها أشياء أخرى فيما بعد
فالشخص الذى يترك لدينا انطباعات مبدئية سيئة
نترجم أفعاله دوما فيما بعد على أسوأ محاملها
هى تفسيرات لاارادية تنبع من ضيق لاشعورى من ذلك الشخص
ظاهرة أصبحت فى مجتمع مريض كمجتمعنا
أن ترى انتشار ظاهرة الاحساس بتضخم الذات والعظمة
أن يحس كل انسان عى قدر التخلف الفكرى المصحوب بحالة من المرض النفسى
أنه الأكثر تميزا والأرقى من الاخرين ويوجد لذلك مبررات
ويكثر هؤلاء فى المصالح العامة
ومع خلفية شعبنا الفرعونية وما فيها من جينات مرضية
ميالة الى التعالى والشعور المرضى بالتميز المفرط
تلك الصفات التى يستحيل أن تراها فى شعوب العالم المتقدمة ذات النفوس السوية
يصعب هناك أن تجد موظفا يذيقك ألوان الذل ليقضى لك مصلحة ما
يصعب جدا أن تجد فرد شرطة مريض نفسيا يعاملك كما لو كنت دابة من الدواب
يصعب أن تجد صاحب علم يذيقك فى تحصيله ألوان الهوان ويشعرك أثناء ذلك بأنه اله العلوم
فى كل مكان سترى انتشار لتلك الظاهرة الخبيثة ذات الاصول المتعفنة
أن تلتقى بأحدهم للمرة الأولى فتراه حين تبادره بسلام أو سؤال مقطب الوجه مظلم الجبين
تراه يرتفع بأنفه الى السماء حتى تكاد تنطبع على قفاه
قد تسأله السؤال فيضيق بك صدرا فلا يجيبك
قد تلح فى سؤالك فيجيبك على السؤال الأول ولا يجيبك على الثانى
لا شك أن هناك ارتبط قوى بين المستوى العقلى واثقافى وبين المستوى الخلقى وطريقة التعامل
وهناك الكثير من الحكايات المأثورة عن علماء عظماء وفنانين ومفكرين
تعكس دماثة أخلاقهم والى أى مدى هذبها العلم أو الفن أو الفكر
وتدرك بملاحظة بسيطة كيف أن الحيوانات لا تفقه طريقة للتعامل المتحضر
فتدرك على الفور من النقيضين أن الخلق الحميد والتعامل المهذب أنها ترتبط بالعقل بشك واضح
وتبقى الانطباعات عالقة بالذاكرة الى الأبد
فحين تستثيرك ذكرى أو حديث عن شخص التقاك ببشاشة وترك فى قلبك انطباع طيب
أو حين تراه بعد غياب طال أو قصر
تسرى فى أوصاك لرؤياه أو ذكراه
تلك النسمة المعطرة بعبير ذكرى جميلة
أما الاخر صاحب الذكرى السيئة والأنف المنطبع على القفا
فان ذكراه أو رؤياه المقبضة تنتشر فى نفسك كريح كريهة ساخنة
محملة برمال وأتربة يضيق لها صدرك وينقبض قلبك
هى دعوة لنا جميعا أن نفكر بحذر فى طريقة تعاملنا مع الاخر
ونعيد النظر فى سلوكنا بشكل عام
وندرك أن تصرف سيىء قد يحمل فى طياته انطباع يدوم بدوام العمر
ولا يفلح فى تغييره شىء
دعوة للبشاشة وحسن الخلق
دعوة لأن نعامل الناس كل الناس كما نحب أن نعامل
دعوة لنظر الى الاخر على انه مخلوق ادمى له احاسيس ومشاعر

ممكن تسمعنى لو سمحت


مما لا شك فيه أن الرغبة فى اجتذاب قلوب الاخرين ومحبتهم
من أهم ما نسعى اليه وما يدخل السعادة على قلوبنا
واذا كانت عقوبة السجن مؤلمة لما فيها من حبس للحرية
فان السجن الانفرادى هو العقوبة الرهيبة التى يعاقب بها عتاة المجرمين فى سجونهم
وكما يقولون فى المثل العامى
" جنة من غير ناس ما تنداس"
لذلك فلا حياة للانسان بمعزل عن الاخرين يؤثر فيهم ويتأثر بهم
ومن هذا المنطلق كانت قدرة الانسان على التواصل مع الاخرين والتأثير فيهم
مرتبطة بمدى قدرته على اجتذاب قلوبهم لمحبته
كل انسان يرغب فى أن يكون ذلك الانسان الاجتماعى المحبوب
ولكن الرغبة وحدها لا تكفى
هناك الكثير من المتطلبات اللازمة لذلك والتى نغفلها فى أثناء تعاملاتنا مع الاخرين
ولعل من أبرز تلك المتطلبات هى " قدرتنا على الانصات للاخرين"
وقد قيل " لكى تكون متحدثا لبقا ينبغى أن تكون مستمعا جيدا"
ولكن ترى لم لا نجيد الانصات للاخرين كما نجيد الكلام
ربما يكون السبب فى ذلك هو ثقافتنا
أولا نحن شعب قد بدأ يفقد معانى النظام والانضباط
فى كل شىء بما فى ذلك الحوار
فما عدنا نفرق بين المونولوج والديالوج
فنحن حين نجلس الى الاخرين لا ندرك أن هناك اخر له نصيب فى الحديث مثل ما لنا
وربما يكون مرجع ذلك أيضا لشىء فى اللاشعور الخاص بنا
والذى يؤمن بأن خير وسيلة للتعايش فى تلك الحياة هو البلطجة
البلطجة والاستبداد فى كل شىء بما فى ذلك الحوار
لا صوت ينبغى أن يعلى فوق صوتك
خذ حقك بالكامل ولا عليك من حقوق الاخرين
ربما كان السبب هو ما سلف ذكره وربما كانت أسباب أخرى
لكن مالا شك فيه أن أى شخصية سوية تدرك أن الله خلق لها لسان واذنان لتسمع أكثر مما تتكلم
أعط الفرصة للاخرين وسترى الفارق والنتيجة
ولعل أكبر برهان على ما ذكرته من أسباب اعتقد أنها سبب تلك الظاهرة
أنك سترى ارتباط عكسى بينها وبين المستوى الثقافى
فكلما تنامى المستوى الثقافى للفرد وارتقى ذوقه
أصبح أكثر ادراكا لمشاعر الاخرين وتقديرا لحقوقهم
ترى هل يمكننا أن نراجع أنفسنا للحظة ونتوقف لنتسائل
هل نعطى الاخرين من الانتباه والتقدير ما نتمناه لأنفسنا
هل نعيرهم اذان صاغية بقدر ما نصب فى اذانهم من أفواهنا
أتمنى أن نراجع أنفسنا حتى نفتح لها طاقة الى قلوب الاخرين

سر ابتسامة الموناليزا


كانت الموناليزا تجلس أمام ليوناردوا دافنشى يوميا لمدة عام كى يرسم لها صورة .. وفى نهاية العام قال لها دافنشى " الان يمكنك ألا تأتى مرة أخرى" فسألته " هل انتهيت؟" فأجابها " الان فقط سأبدأ !! وبدأ فى رسم لوحته الخالدة.
هناك أسئلة كثيرة عن سر الابتسامة الساحرة للموناليزا, ولماذا هى أكثر من حقيقية؟ ولماذا عجز الجميع عن رسم ابتسامة كما رسمها دافنشى؟
والحقيقة أن كل ما رسم دافنشى يتميز بالاعجاز والصدق والدقة المتناهية التى لا يضاهيه فيها أحد .. والمتابع لتاريخ ليوناردو دافنشى سيدرك على الفور السر فى ذلك أو بعضا من السر.
ذلك أن ليوناردوا بجانب موهبته المعجزة كان يتميز بصفة خاصة به, تلك هى التأنى الشديد والتأمل العميق والدراسة المستفيضة قبل الاقدام على رسم أيا من لوحاته , أى أنه يعطيها من وقت الاعداد ما تستحق.
واذا صح ما قيل من أنه رسم الموناليزا فى تسع سنوات ففى هذا أكبر دليل على ذلك, كما روى أيضا أنه حين تم تكليفه برسم لوحة العشاء الأخير للسيد المسيح .. كان يقضى أياما أوشهورا طوال لا يرسم بل لا يفعل شىء سوى التأمل والتفكير , حتى أن رهبان الدير الذى رسمت اللوحة على جدار غرفة الطعام الخاصة به كانوا يشكون من تكاسله وعدم قيامه بالرسم الذى كلف به .. لكن الحقيقة أنه لم يكن متكاسلا, بل على العكس. فكل من درس حياته يدرك جيدا اهتمامه بكل شىء له علاقة بعمله فقد برع على سبيل المثال فى التشريح براعة منقطعة النظير وذلك لادراكه الرابط القوى بين التشريح والرسم .. فليوناردوا دافنشى كان يدرك جيدا أهمية الاعداد الجيد لكل عمل وأنه هو الطريق الوحيد لنجاح ذلك العمل واخراجه فى أفضل صورة .. ومن هنا كانت ابتسامة الموناليزا المعجزة والنجاح المبهر لكل ما رسم حتى اسكتشاته وتخطيطاته الأولية.
ولعل ذلك أيضا يقودنا الى القاعدة العامة وهى " أن العمل الناجح يحتاج الى اعداد وتخطيط وتنظيم جيد" .. فحتى تكون طبيبا جيدا ينبغى أن تدرس الطب باتقان وحتى تكون مهندسا جيدا ينبغى أن تفهم وتتقن أصول الهندسة وقواعدها العلمية , وكذلك الأديب والفنان والحرفى ورجل الأعمال والفلاح وكل مهنة لن يتم النجاح فيها الا باعداد وتنظيم جيد.
وبقدر ما يكون اعدادك للعمل بصورة جيدة بقدر ما تكون الثمرة التى تجنيها منه .. هل يمكن أن تنجز مشروعا ناجحا دون دراسة جدوى؟ .. لكن الكارثة الحقيقية أن شعوبنا استغنت عن الاتقان فى كل شىء واعتمدت بشكل اساسى على الشطارة والفهلوة ونظام سد الخانة فى كل شىء.
دعك من المذاكرة الجيدة ويكفى أن تأتى فى اخر العام وتذاكر أسئلة الامتحانات السابقة و" تنشن" على بعض الأسئلة الأخرى لتنجح فى الامتحان .. لا يهم ان كنت تتقن التخصص الذى ستحصل على شهادتك فيه أم لا.
فى أى مهنة كالنجارة أة النقاشة أو البناء أو أى مهنة أخرى أيا كانت لا يهم أن تتقن العمل, المهم أن تفعل ما ينجيك من عين الرقيب , وما ينطلى على " الزبون".
تلك هى كارثتنا الحقيقية شعبا وحكومات, أن كل شىء فى حياتنا يمضى بدون تخطيط أو دراسة جدوى .. فليس غريبا اذن أن يكون ترتيبنا ال130 بين 131 دولة فى العالم من حيث كفاءة العمل.
متى ندرك مسئولياتنا الأخلاقية التى تستلزم منا " الاحسان " فى العمل .. أن تدرك أن عين الرقيب لا تنام .. وأن عملك الذى بين يديك أمانة أنت مطالب بأدائها على أفضل صورة.
أنا على يقين أن بداية طريق النجاح سوف تنبع من تلك النقطة .. ان يجعل كل منا من داخله رقيب على عمله , لا ينام ولا تغفل عينه حتى ولو غفلت عين الرقيب الخارجى .. حينها فقط سنصبح شعوبا وأفراد جديرين بالاحترام والتقدير من أنفسنا ومن العالم بأسره.
هل نبدأ من الان؟ .. هل ينظر كل منا الى ما بين يديه ن عمل .. من الطالب الى العالم .. من العامل الى المسئول .. من الحرفى الى الطبيب والمهندس .. كل صاحب عمل مؤتمن على أدائه فى أفضل صورة .. ترى هل سيسأل كل منا نفسه عن كيفية تحقيق الاتقان فى عمله ويبدأ من اللحظة, أتمنى ذلك

الخميس، 5 يونيو 2008

حتى تحيا فى دنيا أجمل



أنعم القدر على فلورنسا فى القرن الرابع عشر بأسرة تولت مقاليد الحكم فيها لأكثر من أربعة قرون


فقادت ايطاليا وأوربا كلها الى عصر النهضة وساقتها الى حركة اصلاحية واسعة


وأهدت الى البشرية كلها تراثا انسانيا خالدا بالغ العظمة لا يقدر بثمن


وكانت تلك الأسرة "ال ميدتشى" محبة للفنون والاداب وراعية لها


ويتبدى ادراكها لقيمة وعظمة الاداب والفنون ودورها فى التنمية والارتقاء بالمجتمع


منذ مؤسس الأسرة الأول والذى اطلق عليه فيما بعد أبو النهضة


والذى كان بالغ الثراء وكانت تجارته تجوب البحار وكان معظمها سفنا محملة بالكتب والمخطوطات


التى تحفظ وتخلد الميراث الفكرى والعلمى والفنى للبشرية


لم يألو جهدا ولم يضن بمال فى جمع كل ما يستطيع من تراث انسانى


وفى ضم ورعاية كل من وصل اليه من مفكرى وفنانى تلك الفترة


وجعل من قصره العظيم ملجأ لهم يقيمون فيه ويبدعون تلك الابداعات التى كتب لها الخلود


وكتب له هو أيضا الخلود بخلودها


مات أثرياء عصره ممن اهتموا بالثروة والسلطة فقط وانمحى ذكرهم


وبقى ذكر اسرة ميدتشى خالدا بخلود الفنون والاداب التى رعتها


وكانت الأسرة كلها تسير على هدى راعيها الأول فدعمت العلوم والفنون بل ونشرتها


كما فعلت الأميرة " كاترين دى ميدتشى" حين تزوجت من ملك فرنسا


فأدخلت الى فرنسا تلك الفنون والاداب التى نشأت عليها ومن ثم انتشرت الى أوربا فيما بعد


كما هو الحال فى فن الباليه


ولمعت أسماء عظيمة فى سماء الفن والاداب استظلت برعاية ال ميدتشى


مثل جيوتو ورفائيل ومايكل أنجلو وليوناردو دافنشى


ونظرا لأن الثقافة هى المعول الذى يقوم بتشكيل فكرنا وسلوكنا


فان انتشار الفنون والاداب الراقية يقود ولا شك الى ارتقاء الذوق العام للناس


وتنامى احساسهم بالجمال واستنكار القبح


والبحث عن الصيغ الأفضل والأرقى لكل شىء


فالنفس الجميلة ذات الذوق الراقى لا يرضيها الا الكمال أو ما قارب الكمال فى كل شىء


لذا تجدها تحث الخطا نحو الأفضل فى العمل والتعامل , فى الفن والأدب والعلم


تنجح الفنون والاداب الراقية فى تهذيب الذوق وخلق مستقبلات لا يناسبها الا كل ما هو راق


بينما تنفر من كل ما هو مقزز وشائه


فأين لنا بطبقة غنية تدرك مسئوليتها الاجتماعية وما عليها من دور اصلاحى فى المجتمع


ولكن ذلك يستلزم أن تكون تلك الطبقة ذات نفوس محبة للجمال


لأن فاقد الشىء لا يعطيه وذوى النفوس الخربة لن ينشروا على الدنيا الا قبح بواطنهم


وما دام الأمل مفقود فى الغالبية العظمى من ذوى الثراء فى عصرنا هذا


فلابد لمن تبقى من الطبقة المتوسطة من الاضطلاع بذلك الدور


لابد من حملة لمكافحة تفشى العشوائية والانحدار فى الذوق العام وثقافة المجتمع


ذلك المجتمع الذى يدعم كل شىء فيه انحدار وتدنى الذوق العام والثقافة


بدءا من اهمال حصص الرسم والموسيقى فى المدارس


وصولا الى تدنى المعروض من أعمال مبتذلة فى وسائل الاعلام والثقافة المختلفة


نريد فئة تحمل على عاتقها فكرة بناء عصر نهضة جديد يشع من مصرنا الحبيبة


مجموعة فدائية تدرك أن احساسها بالجمال ودعوتها له ستقابل بحملة ضارية من أصحاب الأذواق المشوهة


لكن عليها أن توطن نفسها على الاحتمال فى سبيل نشر قيم الجمال


نتمنى أن نرى يوما مجتمع امتلأ بتلك القيم الجميلة


مجتمع نظيف جميل حلت فيه الزهور والأشجار محل أكوام القمامة


مجتمع تنتشر فيه قيم الحب واحترام المبادىء


حين ترى فيه الشاب ينهض للعجزة والنساء وكبار السن


حين تمضى فى الطرق والمواصلات العامة فلا تسمع لفظا نابيا أو بذىء

حين تمضى الفتاة امنة تحس أن المجتمع سيحميها ولن يتحرش بها أو حتى يسمح بذلك


حين تدرك من داخلك اذا كنت فى مكان عام أو مواصلة عامة أن حديثك بصوت مرتفع أو سماعك لأغنيات هاتفك المحمول بصوت عال قد تؤذى من هم الى جوارك فتتوقف عن ذلك


حين تدرك أن حقك فى التدخين لا يعنى أن تكتم أنفاس من هم الى جوارك وربما كان بينهم المريض الذى لا يتحمل رائحة سجائرك فيدفعك ذوقك وتهذيبك الى ألا تدخن الا فى الأماكن التى لا تؤذى فيها أحد


حين تتوقف عن البصق فى الشارع أو القاء القمامة خارج أماكنها المخصصة


لا شك أننا كلنا سنسعد بذلك ولا شك أنها أهداف تستحق السعى والمثابرة


أتمنى أن يجلس كل منا مع نفسه ليرى ما يستطيع فعله


وأن يرسل الينا ارائه لنهتدى بها وتساعدنا فى رسم غد أفضل نرجوه ونستحقه


الثلاثاء، 3 يونيو 2008

يا ترى ليك دور وتقدر تساعد؟


حب الخير طبيعة متأصلة فى نفوس بعض الناس من ذوى النفوس السوية النقية

لكن النفوس المظلمة الخربة لا ترى أكثر من ذاتها المريضة

وعلى امتداد التاريخ منذ بدايته حتى هذه اللحظة وحتى المستقبل اللانهائى

وعلى امتداد الجغرافيا شرقا وغربا, شمالا وجنوبا

سنرى نماذج مضيئة تكاد أرواحها الشفافة تضىء بحب الخير

لكنك بالتأكيد لن تسمع ذكرا للنفوس الاخرى

النفوس المظلمة التى لا ترى فى الكون غير ذواتها

لا تمد للاخر يد العون بل انها قد تمد اليه انيابا تمتص دمائه

اذا أخذت لذلك نموذجا بسيطا لثرى من أثرياء دوله كالولايات المتحدة

التى يقال انها نموذج للرأسمالية والاقتصاد الحر

سترى كيف أن الرأسمالية واقتصاديات السوق والمادية

لا تعنى أبدا أن فعل الخير والتفكير فى الانسانية شىء قد انقرض

فأسرة مثل أسرة روكفلر قد يذهلك عطائها فى مجالات متعددة

وبمجرد أن تكتب اسمها فى خانة البحث بالانترنت مصحوبة بكلمة مشاريع خيرية

وتضغط زر البحث ستندهش لكم الدعم الذى قدمته وتقدمه لكافة المؤسسات

العلمية والتعليمية والصحية والتثقيفية والاصلاحية وشتى ميادين الحياة المدنية

سترى كيف أنها صبت الأموال فى مؤسسات كالجامعات فأنشأت من العدم قلاعا للنور والتقدم

وليست أسرة روكفلر استثناءا أو نموذجا وحيد

فهناك قوائم لأصحاب الرؤية الاجتماعية والانسانية المستنيرة فى العالم المتقدم

وحتى فى مصرنا الحبيبة لم نكن نعدم فى الماضى أمثال تلك النماذج

من أثرياء مصر وأمراء الأسرة المالكة قديما

اللذين كانوا يقدمون بسخاء من مالهم الخاص لنهضة الأمة وتقدم شعبها

كثير من نماذج العطاء يحفل بها التاريخ وتذخر بها الجغرافيا

لكن المؤسف أن تلك النماذج تلاشت أو تكاد

بعد أن نسى الرأسمالى دوره الاجتماعى وما عليه من واجبات أخلاقية

ليس فى ذلك دعوة لأصحاب القلوب المريضة ممن تضخمت ثرواتهم من دماء الشعب

فهؤلاء كيف تطالبهم بمد يد المعونة للفقراء وذوى الحاجة وما تضخمت كروشهم الا من دمء هؤلاء

سنكتفى منهم بأن يكفوا عن استنزاف دمائهم وأقوات ذويهم

وذبحهم بسيوف الاستغلال التى اشعلت الحياة من حولهم وحولتها الى جحيم

لكن النداء هنا لأصحاب النفوس التى لا تزال بها أثارة من خير ونقاء

مهما كان ثرائها أو قدرتها على العطاء

فالعطاء محمود حتى لو كان كلمة دعم طيبة فما فوقها

عند مطالعتى لموقع لمؤسسة طبية عالمية اتخذت من الاطفال ذوى العيوب الخلقية فى الشفة والحلق

" الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق"

اتخذت من هؤلاء الاطفال هدفا لها واسم المؤسسة "The Smile Train"

وقد وضعت نصب عينيها هؤلاء الأطفال على مستوى العالم

وقررت أن ترسم الابتسامة على شفاههم بدلا من الحزن الذى قد تجلبه عليهم التشوهات الخلقية

وادهشنى كم الرموز والشخصيات السياسية الثقافية والفنية

التى تدعم هذه المؤسسة ايمانا منها بأهدافها النبيلة

ويمكنك أن تطالع بعض من هؤلاء فى الرابط التالى



فالى أى مدى يمكننا أن نبحث عن مثل هؤلاء الأطفال وهؤلاء المرضى

وتلك المؤسسات التى تعدمهم .. وان لم نجدها ننشئها

وليقدم كل منا جهده .. بالعطاء المادى أو المعنوى

أو حتى نشر ذلك الفكر الرشيد .. فكر صناعة الأمل فى قلوب الناس

أتمنى أن يدرك كل منا أن له دور ينبغى عليه القيام به


الثلاثاء، 27 مايو 2008

فى الجامعة "1"


أكيد الحال اللى وصلتله الجامعة المصرية أصبح لا يرضى حبيب .. بس طبعا يرضى العدو!!


مش عاوز اتكلم كتير عن تخلفنا فى مجال البحث العلمى لأن دا موضوع بنتكلم فيه دايما


لكن اللى أنا مستغربله الحال العام اللى وصل له وضع الجامعة


من أول ما تدخل الحرم الجامعى ما فيش شىء يسر


وياريت ناخد بالنا من كلمة " الحرم" الجامعى


يعنى فيه قداسة وتقدير واحترام .. أو المفروض يكون فيه


لكن لما تلاقى شباب بلطجية ما حدش عرف يربيهم ماشيين فى حرم الجامعة يعاكسوا زميلاتهم


بدون احترام لتقاليد أو قيم جامعية .. حتى وان كانوا مفتقدين قيم الاحترام دى فى بيوتهم


صحيح ان دى نماذج قليلة .. لكن مجرد ظهورها فى الحرم الجامعى أصبح أمر مقلق


ومن الأمور المؤسفة كمان الاحساس بعدم الانتماء


مافيش حد حريص على نظافة أو نظام أو تطوير المكان اللى بيتعلم فيه


تلاقيه يرمى الزبالة على الارض وهو واقف جنب سلة الزبالة


وزى العيال الصغيرين يقعد يشخبط على الحيطان ويرسم قلوب ويكتب ذكرى


انما يفكر يحضر محاضرات دا صعب جدا


وحتى لو حضر مش عشان يستفيد .. بس طبعا لسا فيه ناس فيها أمل


هل فكر ان الوقت اللى بيضيعة فى اللف والدوران والمعاكسة والبصبصة


يروح يقضى حتى نصه فى المكتبة أو النت أو صالة الجيم أو قاعة الموسيقى


وضع للأسف أصبح مؤسف


بيصدق ما يطلع من رقبة الزجاجة فى الثانوية العامة


وبمجرد ما يدخل الجامعة خلاص ما عدش فيه التزام


أحيان كتير الأسرة تحس انها عملت اللى عليها وهو بقى راجل يتحمل مسئولية نفسه


وأحيان بيفقدوا الأمل فى قدرتهم على السيطرة والتوجيه " حتى لو كانوا عايزين كدا"


ومنهم اللى باصص لبكرا وشايف انه هياخد شهادة مش هتقدم ولا تأخر


ورقة يبلها ويشرب ميتها


واهو يقضيلوا يومين حلوين وخلاص


طيب لو سألتوا وبعد ما تاخدها هتعمل ايه


اكيد مش هتلاقى عند حد منهم اجابة


لانه ببساطة بعد ما ياخد الورقة دى مش هيرضى يشتغل عامل مثلا أو يتعلم حرفة


ازاى ودى تيجى ؟!!! دا هو انسان جامعى


نلتقى فى الحلقة القادمة

الأحد، 25 مايو 2008

هلاقيها منكم ولا من الحر


الجو فعلا حر لا يطاق

ومع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة

بترتفع درجة التوتر والاكتئاب والتبلد

والحرارة العالية بتسيح كل حاجة ومن ضمنها قدرتنا على التركيز

وتلاقى نفسك واقع بين نارين

يا اما نار الحر التى لا تطاق

يا اما نار أقساط التكييف وفاتورة الكهربا اللى بيخليها فى السما

وبصراحة دول خيارين أحلاهما مر

وحتى لو اخترت حل التكييف فانت لسا معرض لأمراض التكييف

وأمراض التعرض المتقطع للتكييف والحرارة العالية

يبقى حاول انك ما تعتمدش على التكييف فى حل مشاكلك مع الحرارة

وحاول انك تجرى عملية تكييف لنفسك مع الواقع المحيط بيك

صحيح شرب السوايل البارده والحاجة الساقعة مهم

وكمان الايس كريم والبطيخ المتلج اللذيذ مهم

بس الأهم انك تتكيف مع الوضع بتاع الحرارة ده

لأنك للأسف لو استسلمت للأحساس بالخمول هتتوقف كل انشطتك الحيوية

المذاكرة محتاجة لتركيز " ودا موسم امتحانات"

والشغل كمان محتاج لتأقلم مع الحر والجو المولع

أولا عشان تقدر تشتغل بنفس خصوصا لو شغلك محتاج ابداع

وثانيا عشان ما تطلعش حمم النار اللى بتهرى جتتك على مخاليق ربنا اللى جايا تقضى مصالحها عندك

الخلاصة انه لازم يكون فيه نوع من تقبل الحر ده بروح جميلة

وما نسمحش أبدا ان حرارته زى ما بتفسد اللبن والطبيخ

تفسد كمان علاقاتنا بالناس

فتمنعنى من انى أأدى اللى عليا فى شغلى

أصل رحمى وافضل أود أصحابى

ما اخليش الحر شماعة لكل غلطة واتلكك بأن الواحد مش طايق نفسه

يا اما بقى نعمل زى أخينا اللى فوق " سى محمد"

ندخل جوا التلاجة وما نطلعش منها الا فى نوفمبر اللى جاى